البلديات

انتخابات نقابة أطباء بيروت: بين مشهد الأمس وتحوّلات اليوم

انتخابات نقابة أطباء بيروت: بين مشهد الأمس وتحوّلات اليوم

تُعدّ انتخابات نقابة أطباء لبنان في بيروت محطة أساسية في الحياة النقابية، حيث تشكّل مرآة تعكس التوجهات السياسية والمهنية للأطباء في البلاد. ومنذ سنوات، كانت هذه الانتخابات تتّسم بوضوح الاصطفافات، إذ غالبًا ما كانت تُخاض من خلال لوائح مكتملة تمثل تحالفات سياسية تقليدية، ما جعل التنافس فيها امتدادًا للصراعات السياسية الوطنية.

في السابق: لوائح مكتملة وتحالفات حزبية صارخة

حتى العام الماضي، كانت اللوائح المتنافسة في انتخابات النقابة تأتي مكتملة، مدعومة بوضوح من القوى السياسية الكبرى في لبنان. على سبيل المثال، فازت لائحة "نقابتي حصانتي" سابقًا بأغلبية مقاعد النقابة، مستفيدة من دعم تحالف يضم حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر، في حين تمكنت لائحتا "النقابة تنتفض" و"الطبيب أولاً" من حجز مقاعد محدودة بدعم من أحزاب معارضة أو مستقلة مثل الكتائب والقوات اللبنانية ومجموعات 14 آذار.

2025: خريطة انتخابية متحوّلة ولا لوائح مكتملة

لكن انتخابات هذا العام 2025 جاءت بصورة مغايرة تمامًا. فلم تُشكّل سوى لائحة واحدة وهي لائحة الدكتور الياس شلالا المدعومة من الأحزاب التقليدية، فيما خاض بقية المرشحين الانتخابات بشكل منفرد أو من خلال تحالفات جزئية، أغلبها مثلت تيارات مستقلة أو قوى تغييرية.

هذا التغيير في المشهد يعكس تحوّلًا واضحًا في المزاج النقابي العام حيث بدأ الأطباء يبتعدون تدريجيًا عن الاصطفافات السياسية الصلبة ويميلون نحو خيارات أكثر استقلالية وتمثيلًا فعليًا لقضاياهم المهنية والمعيشية.

تصريحات تعبّر عن التغيّر

وفي هذا السياق، قال الدكتور جورج رميلي لelections  Lebanon إنّ "هذه الانتخابات أعادت النقاش إلى جوهر المهنة، وكسرت القيد الحزبي الذي لطالما طغى على العمل النقابي". 

أما هنري فاخوري، مرشح حزب الكتائب لعضوية النقابة، فأكد من جهته أن "المعركة كانت معركة من أجل كرامة الطبيب، واستعادة استقلالية النقابة، بعيدًا عن منطق المحاصصة الذي أنهك القطاع الطبي وأفقده دوره المهني الحقيقي".

ما بين الأهمية والتحديات

تبقى هذه الانتخابات، رغم تحوّل مشهدها، مناسبة حاسمة لتجديد الحياة النقابية. فهي تتيح الفرصة للأطباء للتعبير عن تطلعاتهم المهنية في ظل أزمة اقتصادية طاحنة ونزيف مستمر في القطاع الصحي.

لكن التحديات ما زالت قائمة. شكاوى من سوء التنظيم، وتساؤلات حول الشفافية تستدعي ضرورة تطوير النظام الانتخابي داخل النقابة بما يليق بدورها وأهميتها.